news-details

تثير احتمالية مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية والتي ستعقد بعد ٦ ايام في بغداد جدلاً واسعاً وتفاعلاً سياسياً وإعلامياً حاداً، في ظل تصاعد التهديدات المعلنة من قوى وفصائل عراقية، بعضها محسوب على الحشد الشعبي. وبينما تتردد بغداد في إظهار رغبة واضحة بانفتاح حقيقي تجاه الإدارة السورية الجديدة، تتوالى الدعوات والرسائل التحذيرية، سواء من شخصيات دبلوماسية سورية سابقة أو من شخصيات سياسية وإعلامية عراقية، مما يجعل قرار الشرع بالمشاركة محفوفاً بالمخاطر السياسية والأمنية. ويبدو أن التصريحات العراقية الرسمية وغير رسمية المناوئة للرئيس السوري أحمد الشرع لم تتوقف ولم ولن تنجح الحكومة بكبحها، رغم تسببها بحرج كبير لها، وهي تصريحات لم تعد متوقفة على عناصر أو قادة الفصائل، بل وصلت إلى قيادات سياسية شيعية حليفة لإيران، أبرزها نوري المالكي. حيث قال المالكي في لقاء متلفز ليلة أمس على شاشة فضائية تابعة لأحد الفصائل المسلحة: "أرفض زيارة الشرع جملة وتفصيلاً، وقلت ذلك في أكثر من مناسبة. مجيئه إلى بغداد في هذا التوقيت الحساس لا يصب في مصلحة العراق"، قبل أن يردف قائلاً إن "هذه الخطوة مجازفة خطيرة"، وهو تلميح فُهم منه إمكانية تعرض الشرع لاعتداء. بدوره قال النائب المقرب من الفصائل المسلحة، هادي السلامي، إنه عُمِّمَت مذكرة قبض بحق الرئيس السوري أحمد الشرع حال دخوله العراق. وأضاف السلامي، في تصريحات لمحطات عراقية، إن "مذكرة القبض نافذة عند الأجهزة الأمنية"، ولم ترد الداخلية العراقية أو جهاز القضاء على تلك المعلومات بالنفي أو التأكيد. وحول ذلك يقول الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي أحمد النعيمي، إن استمرار التهديدات ضد الرئيس السوري، يُمثل وجهاً آخر لضعف الحكومة أمام قوى وأحزاب نافذة في العراق. ، وأن "هدف هذه التهديدات دفع الرئيس أحمد الشرع إلى عدم المشاركة بالقمة، وهي تأتي ضمن خانة التهديد الذي لم تتعامل معه الحكومة والأجهزة الأمنية بمنطق الدولة، ولم تحاسب مطلقيها". ووصف النعيمي تصريحات نوري المالكي بأنها "تمثل الدولة العميقة التي تقود البلاد فعلياً، والحكومة الحالية ليست بحال جيدة مع هذه الدولة التي في الحقيقة لها التأثير الأكبر في كل القرارات والمجريات الأمنية والسياسية"، لافتاً إلى أنه "في حال فشل قمة بغداد بأن يكون لها حضور على مستوى القادة والملوك والرؤساء، فإنها تعود إلى ارتفاع صوت اللادولة على صوت الحكومة وعدم قدرتها على ضبطها" وعن مدى إمكانية زيارة الشرع إلى بغداد وتلبية دعوة حضور القمة العربية، توقع الباحث في الشأن العراقي، حامد العبيدي "عدم حضور الرئيس السوري شخصيا إلى القمة، وإنما سيبعث من ينوب عنه ليمثل سوريا، ولاسيما وزير خارجيته أسعد الشيباني". وأوضح العبيدي أن "الشرع لن يأتي إلى العراق، لأن المعطيات الكثيرة تقول ذلك، أولها عدم توجيه تهنئة له بتسلمه رئاسة سوريا، وأن دعوته للقمة يفسر على أنه سياق متبع في القمم العربية، بمعنى مرغمة عليه بغداد، ولا تعبر عن رغبة عراقية في الانفتاح على الإدارة السورية الجديدة". واستبعد الباحث أن "يتمكن طرف عراقي من الإقدام على أي خطوة لاغتيال الشرع في بغداد، لأن هذا الأمر سيكلف الكثير، ويدخل البلد في أزمات داخلية وإقليمية وحتى دولية، لأن الحالة السورية الجديدة معترف بها دوليا والكل يتعامل معها حتى الولايات المتحدة نفسها". وقبل ذلك، وجه السفير السوري السابق لدى العراق نواف الفارس، نصيحة إلى الشرع عبر منصة "إكس" في 8 فبراير، بعدم ذهابه إلى بغداد لحضور القمة العربية، ملمحا إلى احتمالية تعرضه إلى الاغتيال هناك. وكتب الفارس، قائلا: "نصيحة إلى السيد الرئيس أحمد الشرع: يُشاع أنكم تنوون الذهاب إلى بغداد لحضور القمة العربية، ولكن التاريخ علمنا الكثير. نتمنى عليكم إعادة النظر في هذا القرار، فبعض المحافل ليست مجرد مناسبات دبلوماسية، بل ساحات تختزن دروسًا لا ينبغي نسيانه. فهل سيغامر الرئيس السوري بالحضور، أم أن هذه التهديدات ستثنيه عن تلبية الدعوة؟



التعليقات

اضافة تعليق