في تطور يعكس تحسناً في العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا، أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عن وصول أول رحلة بحرية منتظمة لشركة "دولفين Denizcilik" التركية إلى مرفأ طرطوس، بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات. وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود استئناف حركة نقل البضائع بين البلدين، حيث من المقرر تسيير ثلاث رحلات أسبوعية منتظمة بين ميناء مرسين ومرفأ طرطوس. إعادة تشغيل هذا الخط البحري تمثل بداية فعلية لتعزيز التبادل التجاري وإعادة تنشيط سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية في المنطقة، ما يسهم في توفير حلول نقل أكثر كفاءة وأقل كلفة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه النقل البري. ويُنتظر أن يكون لهذا الخط دور في تنشيط الاقتصاد المحلي في كل من سوريا وتركيا، عبر تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير وفتح آفاق جديدة أمام التجار والشركات. مصطفى كساب، المدير التنفيذي لشركة "دولفين"، وصف الخط الجديد بأنه رمز للتعاون العابر للحدود، مؤكداً أن إعادة تأسيس الجسر البحري بين البلدين سيعزز من فرص التجارة الإقليمية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التقارب الاقتصادي والتكامل اللوجستي. وأشار إلى أن الشركة ستعتمد على أسطول "رورو" القادر على نقل الشاحنات والمقطورات والمركبات، مما يوفر مرونة وسرعة في نقل البضائع. بدعم من شراكتها مع شركة DFDS، ستعمل "دولفين" على تقديم خدمات لوجستية موثوقة تتجاوز الحدود الثنائية، وتشمل إمكانية العبور إلى أوروبا، ما يجعل من مرفأ طرطوس نقطة وصل ذات أهمية متزايدة. هذه العودة البحرية تشكل خطوة إيجابية نحو ترميم العلاقات الاقتصادية، وتمهد لمرحلة جديدة من التعافي والانفتاح في سوريا، في سياق سعيها لإعادة الانخراط في محيطها الإقليمي والدولي.
التعليقات